منتديات اولاد دراج
منتديات الجيريا نت لكل اقسام, غرائب وطرائف, العاب, اخبار السيارات, رسائل موبايل, كتب تعليمية وثقافية, شرحات مختلفة, تعليم الربح من الانترنت, اشهار المواقع . . .
منتديات اولاد دراج
منتديات الجيريا نت لكل اقسام, غرائب وطرائف, العاب, اخبار السيارات, رسائل موبايل, كتب تعليمية وثقافية, شرحات مختلفة, تعليم الربح من الانترنت, اشهار المواقع . . .
منتديات اولاد دراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات اولاد دراج لكل اقسام, غرائب وطرائف, العاب, اخبار السيارات, رسائل موبايل, كتب تعليمية وثقافية, شرحات مختلفة, تعليم الربح من الانترنت, اشهار المواقع . . .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» طريقة رائعة لإيجاد جيب و جيب تمام زاوية حادة سنة 2 ثانوي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:29 pm

» الدائرة المثلثية و الزوايا الشهيرة سنة 2 ثانوي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:28 pm

» مفكرة حول الدوال المثلثية إعداد الأستاذ مباركي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:27 pm

» كيفية حساب الحدود لمتتالية عددية سنة 2 ثانوي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:27 pm

» ملخص حول المتتاليات العددية و الهندسية إعداد الأستاذ مباركي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:26 pm

» جذور و إشارات عبارات مختلفة إعداد الأستاذ مباركي سنة 2 ثانوي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:26 pm

» كيفية حساب النهايات لدوال كثير الحدود أو دالة ناطقة إعداد الأستاذ مباركي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:25 pm

» ملخص حول الاشتقاقية سنة 2 ثانوي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:25 pm

» دراسة دالة 2 ثانوي آداب
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:24 pm

» قوانين عامة حول الدوال إعداد 2 ثانوي
 محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeمن طرف عازفــ الأمــل، الأحد أكتوبر 30, 2016 3:23 pm


 

  محمد .. صاحب الخلق العظيم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زعيم المنتدى
المدير العام
المدير العام
زعيم المنتدى


ذكر عدد المساهمات عدد المساهمات : 1940
نقاط نقاط : 9324
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 01/02/1996
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 17/10/2011
العمر : 28
الموقع : سيدي عامر- المسيلة
المزاج المزاج : رايق

 محمد .. صاحب الخلق العظيم Empty
مُساهمةموضوع: محمد .. صاحب الخلق العظيم    محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeالأحد أغسطس 26, 2012 8:49 pm

 محمد .. صاحب الخلق العظيم Estrerlasdouradas محمد .. صاحب الخلق العظيم Bism محمد .. صاحب الخلق العظيم Estrerlasdouradas




إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،


مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،

وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،

ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...

 محمد .. صاحب الخلق العظيم 52

 محمد .. صاحب الخلق العظيم 01tunisiacafe

حياكم الله جميعاً أيها الأحبة الكرام ، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة

إخوانى وأخواتى الاعزاء

اعضاء منتدانا الغالى

 محمد .. صاحب الخلق العظيم Ithinkbutton2fl4 منتدى الحديث والسيرة النبوية  محمد .. صاحب الخلق العظيم Ithinkbutton2fl4







محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق العظيم


لـ:د طه عبد السلآم


[size=16]لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنسانًا فريدًا في كل أطوار حياته منذ طفولته المبكرة.[/size]



[size=16]في
شبابه - قبل البعثة - كانتْ حياته نموذجًا كريمًا للخُلق الرفيع، بل يقول
بعض أصحاب السِّيَر: إنَّ محمدًا وهو رضيع كان دائمًا يرضع ثَدي مُرضعته
الأيمن، ولا يرضع من الأيسر، كأنما يتركه لإخوته الآخرين من الرضاعة، ولا
غَرَابة في ذلك؛ فقد صنَعه ربُّه على عينه، ربَّاه فأكمَل تربيته، وأدَّبه
فأحسَن تأديبه، وفطَرَه على محاسِن الشِّيم ومكارم الأخلاق، ولا يستطيع
بشَرٌ كائنًا مَن كان أن يبلغَ من الخُلق الرفيع ما بلغَه خاتَم النبيين؛
لأنَّ الله هو الذي ربَّاه وكمَّله.
[/size]




فَهْوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتَهُ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space
ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِئَ النَّسَمِ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space

مُنَزَّهًا عَنْ شَرِيكٍ فِي مَحَاسِنِهِ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space
فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيهِ غَيْرُ مُنْقَسِمِ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space

وَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space
وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space


[size=16]ونحن
أمام حديقة أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغنَّاء الوارفة
الظلال، الواسعة الأرجاء، نشعر أننا جدُّ عاجزين عن الإحاطة بهذا البحر
الْخِضَم، فلقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - مثلاً أعلى في كل خُلقٍ
كريم بما لا يبلغ الوصْف مُنتهاه، كان جَمَّ التواضع، حليمًا، شجاعًا،
كريمًا، عدْلاً، حكيمًا،.... إلى غير ذلك مما لا حدودَ له، فإن الله - عز
وجل - قد وفَّاه حقَّه؛ إذ قال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
[/size]



[size=16]ومع
أنَّ الله أعطاه كلَّ أسباب الرِّفْعة والشرف، فما مِن نبي مُرسَل ولا
مَلَك مُقرَّب نَال ما نالَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضْل
والكرامة، ورفيع المنزلة عند ربِّه - جلَّ وعلا - وما تيسَّر له من أسباب
العَظَمة الحقيقيَّة والمهابة الربَّانيَّة، والكمال الإنساني، فقد كان -
عليه الصلاة والسلام - غاية في التواضُع، كان بتواضُعه متميِّزًا، ويَخفض
جَناحَه متعززًا، كيف لا وقد رسَم له ربُّه منهجَ التواضع، فقال له: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].
[/size]



[size=16]يروي
الإمام أحمد والبيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم - خُيِّر بين أن يكون
نبيًّا مَلِكًا، أو أن يكون نبيًّا عبدًا، فاختَار - عليه الصلاة والسلام -
أن يكون نبيًّا عبدًا.
[/size]



[size=16]فقال له إسرافيل عند ذلك: إنَّ الله أعطاك بما تواضعتَ له، أنَّك سيِّدُ ولد آدمَ، وأنك أوَّل مَن تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنك أوَّل شافعٍ.[/size]



[size=16]ومع
ما آتاه الله من التقدُّم والإمامة والفضْل على سائر الأنبياء، فقد كان
يَكْره أن يُفَضِّلَه أحدٌ على أنبياء الله؛ تواضُعًا منه - صلى الله عليه
وسلم.
[/size]



[size=16]ورَد
أنه استبَّ مسلمٌ ويهودي، فقال اليهودي معتزًّا بنبيِّه موسى: والذي
اصطفَى موسى على العالَمين، فغاظَ ذلك المسلمَ فلطَمه، فبلَغ ذلك رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تُفاضلوا بين الأنبياء، ولا تخيِّروني
على موسى))، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديث: ((لو كان موسى
حيًّا، ما وسعَه إلا اتباعي)).
[/size]



[size=16]ولقد
كان محمد - صلى الله عليه وسلم - متواضعًا في كل حال، متواضعًا مع أهله،
متواضعًا مع خَدَمه، متواضعًا مع أصحابه ومع الناس أجمعين، أمَّا تواضعُه
مع أهله، فلقد سُئِلَتْ عائشة - رضي الله عنها - ماذا يصنع رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في بيْته؟ فقالتْ: كما يصنع أحدُكم في بيته، يَخصف
[1] نعْلَه، ويَحلب شاتَه، ويَخدِم نفسه، ويكون في مهنة أهله.
[/size]



[size=16] وأمَّا تواضُعه مع خَدَمه، فإن
أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -
نحو عشر سنين، فما قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلته؟ وما قال لشيء تركتُه: لِمَ
تركته؟ وأعجبُ من ذلك ما يَرويه أنس من سُمو خُلق الرسول - صلى الله عليه
وسلم - في تواضعه يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين،
فما صحبتُه في حضرٍ ولا في سفر لأخدمه، إلاَّ وكانتْ خِدْمته لي أكثر من
خِدْمتي له.
[/size]



[size=16]أما
تواضعُه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، فقد كان جَمَّ التواضُع، ومن
ذلك أنه خرَج يومًا على أصحابه متوكِّئًا على عصًا، فقاموا له، فلم يفرَحْ
ولَم يَشكرْهم، ولكن قال لهم: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضُهم
بعضًا، إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلِس العبد)).
[/size]



[size=16]وتستوقفه
المرأة العجوز في الطريق، فيستمع لها وييسِّر لها حاجتها، ويسعد أنْ يجالس
الفقراء والمساكين، وكان يجلس مع أصحابه مختلطًا بهم، فحيث انتهى به
المجلس جلَس، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((لا تُطروني كما
أطرتِ النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله)).
[/size]



[size=16]ولقد
دخَل عليه رجل، فأصابته رعْدَة، وما كان محمد - عليه الصلاة والسلام - في
قصْر ولا في حرسٍ، وإنما كان ذلك من هَيبة النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال له رسول الله: ((هَوِّن عليك؛ فإني لستُ بملكٍ، إنما أنا ابنُ امرأة
من قريش، كانتْ تأكل القديد
[2] بمكة)).
[/size]



[size=16]أما
حُسن عِشْرته وجمال أدَبه، وبَسط خُلقه مع سائر الناس، فمما تواتَر به
صحيحُ الأخبار، فهذا علي - وهو أقربُ الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم -
يقول: كان - عليه الصلاة والسلام - أوسع الناس صدرًا، وأصدقهم لَهْجة،
وألْيَنهم عَريكة
[3]،
وأكرمَهم عِشْرة، وكان - عليه الصلاة والسلام - يتفقَّد أصحابَه، ويحذر
الناس من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه وبَشاشته، وكان أكْيسَ الناس، وكان
يعطي كلَّ جُلسائه نصيبَهم من الإكرام؛ حتى لا يحسب جليسُه أنَّ أحدًا
أكرمَ عليه منه، ويقول أنس بن مالك: ما الْتَقَم أحدٌ أُذُنَ النبي - صلى
الله عليه وسلم - يُحادثه، فينحِّي رأْسَه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحِّي
رأسَه أولاً، وما أخذ أحدٌ بيده فيرسلُها، حتى يُرسلها الآخر.
[/size]



[size=16]وما
سُئِل عن حاجة إلاَّ جاد بها، أو بميسور من القول، إن لَم تكنْ عنده، قد
وسِعَ الناس بسطه وخُلقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواءً، ما
نَهر خادمًا قطُّ، ولا ضرَب بيده أحدًا، إلاَّ أنْ يُجاهد في سبيل الله،
وتقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
خلا في بيته عن أعين الناس بسَّامًا ضحَّاكًا، وجاء وفْدُ النجاشي، فقام -
عليه الصلاة والسلام - يَخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إنا
نَكفيك ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهم كانوا لأصحابنا
مُكْرِمين، وأنا أحبُّ أنْ أكافِئهم)).
[/size]



[size=16]وكان
- عليه الصلاة والسلام - يَمزح ولا يقول إلاَّ حقًّا، جاءته عجوز تقول: يا
رسول الله، ادعُ الله أن يُدْخلني الجنة، فقال: ((يا أمَّ فلان، إن الجنة
لا يدخلها عجوز، فولَّت المرأة تبكي))، فقال - عليه الصلاة والسلام –
((أخبروها ألاَّ تدخلَها وهي عجوز؛ إنَّ الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 35 - 37])).
[/size]



[size=16]أما
سَعة صدْره وعظيم حِلمه، فقد كان على غير ما يكون الإنسان العادي، فإن
الإنسان بطبيعته رُبَّما رُكِّب فيه من غرائز ودوافع، إذا ما ارْتُكِب
ضدَّه عملٌ ضارٌّ به، أو سَمِع قولاً يُغضبه، فإنه سَرعان ما تثور عواطفُه،
وتتوتَّر نفسه، فيندفع بالتعجيل بالانتقام، وما كان محمد على هذا النمط
قطُّ، كان منهجه في حِلمه وسَعة صدْره ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
[/size]



[size=16]وفي تأويل هذه الآية يقول له جبريل: يا محمد، إنَّ الله يأمرك أن تصِلَ مَن قطَعَك، وتُعطي من حرَمَك، وتعفو عمَّن ظلَمَك.[/size]



[size=16]ولقد
طبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المنهج كأحسن ما يكون التطبيق،
يروي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان يسير مع النبي - عليه الصلاة
والسلام - وعليه بُردٌ غليظ الحاشية، إذ بأعرابي يُسيء إليه فعلاً وقوْلاً؛
أما فِعلاً، فقد جذَبه من رِدَائه جَذْبة شديدة؛ حتى أثَّرتْ حاشية البُرد
في صفحة عُنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما قولاً فهو يقول له: يا
محمد، احملْ لي على بعيري هذَيْن مِن مال الله الذي عندك؛ فإنك لا تُعطيني
من مالك ولا مِن مال أبيك، فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قليلاً،
ثم قال: ((المال مال الله، وأنا عبده ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلتَ بي))،
فقال الرجل: لا، لا يُقاد مني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((ولِمَ؟))، قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة، فضحِكَ رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - وأمر بأن يحملَ له على بعيرٍ تَمْر، وعلى الآخر شَعير.
[/size]



[size=16]ولا
أدَّل على تَمَكُّن صفة الحِلْم من نفسه - عليه الصلاة والسلام - وأصالتها
في أخلاقه من أنَّ حِلمه كان عامًّا، حتى شمل أعداءَه، وكان سببًا في
إسلام الكثير منهم، يقول عبدالله بن سلام: لَمَّا أرادَ الله هِداية زيد بن
سعنة - وكان زيد من أحبار اليهود - قال زيد: إنه ما من علامات النبوة شيء
إلاَّ عرَفْتُه في وجْه محمد، إلاَّ علامتين لَم أخبرْهما منه: يَسبق حِلمه
جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، يقول زيد: وكنتُ
أنطلق إليه وأخالِطُه؛ لأعرف حِلمه، ثم إنه كان لزيد عند رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - دَيْن، وكان الدَّيْن محدودًا بأجلٍ، فتعمَّد زيد أن
يأتِيَه قبل الأجَل بأيام، وبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج
إلى جنازة ومعه بعض أصحابه، يقول زيد: فجذبتُ النبي جذبةً قوية؛ حتى سقَط
رداؤه عن عُنقه، ثم أقبلتُ إليه بوجْه جَهْمٍ غليظ، وقلت: ألاَّ تقضيني يا
محمد دَيْني، فما عَلِمتُكم يا بني عبدالمطلب إلاَّ مطلاً، قال ذلك،
فتحرَّك عمر في قوة، ورمَى ببصره إلى اليهودي، وقال: يا هذا، أتفعَل ذلك
برسول الله، وتقول ما أسمع، وتفعل به ما أرى، فوالذي بعثَه بالحقِّ، لولا
ما أخاف فوْته، لسبقني رأْسُك، كل ذلك ورسول الله هادئ ساكن، يبتسم في
هدوء، يقول: ((يا عمر، أنا وهو أوْلَى منك بغير ذلك، أنْ تأمرَني بحُسن
الأداء، وتأمره بحسن التِّباعة؛ أي: بحُسن الطلب))، ثم يقول: ((اذهبْ يا
عمر، فأعطه حقَّه، وزِدْه عشرين صاعًا من تمرٍ جزاء ما رُعْتَه))، فانطلَق
معه عمر، وأعطاه حقَّه، وزاده عشرين صاعًا كما أمر رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال زيد: ما هذا قال: أمرَني رسول الله أن أزيدَك هذا التمر
مكان ما رُعْتُك، قال: يا عمر أتعرفني؟ قال: لا، فمَن أنت؟ قال: زيد بن
سعنة، قال: الْحَبْر، قال: فما الذي حمَلك على أن تفعلَ ما فعلتَ، وتقول ما
قلتَ؟ قال يا عمر: إنه ما من علامات النبوَّة شيء إلاَّ عرَفْتُها في وجْه
محمد، إلاَّ هاتين العلامتين: يَسبق حِلْمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة
الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، أما وأني قد خُبِّرتُهما منه، فإني أُشهدك يا عمر
بأني قد رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد - صلى الله عليه
وسلم - نبيًّا، وأشهدك يا عمر أني جعلتُ شَطْر مالي - وأنا من أكثر الناس
مالاً - صدقة على أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - قال عمر: أو على
بعضهم؛ فإنك لا تَسعهم، ثم انطلَق به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فأسْلَم وأسلمَ أهلُ بيته، وأما شمول عفوه، فكان منهجه في ذلك ما رسَمه له
ربُّه بقوله: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].
[/size]



[size=16]لذلك
ما انتقَم الرسول لنفسه قطُّ، بل سلَك سبيل العفو عند المقدرة، ويتجلَّى
ذلك بجلاء في موقفه يوم فتح مكة من ألدِّ الأعداء، فلقد دخلَها ظافرًا
منتصرًا، ومَكَّنه الله من رِقَاب أعدائه، وكان يُمكنه حصادُها، ولو فعَل
كان له العُذر؛ فإن القوم آذوه وقاتَلوه وأخرجوه، ولكن غلَب لِينُه
شِدَّتهم، ورِفْقُه غِلْظتهم، وحِلْمه جَهلهم، وإنسانيته وحْشِيَّتهم، فما
عامَلهم بالمثْل، بل وقَف المتجبِّرون بالأمس جلوسًا، تعلوهم الذِّلَّة
والصَّغار، ينتظروه ما يقرِّره مصيرهم على يد محمد الظافر، وإذا بالرسول -
عليه الصلاة والسلام - يقول لهم: ((يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعلٌ
بكم؟))، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم، فأصْدَر عفوَه الشامل
بكلمته الخالدة: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)).
[/size]



[size=16]ولا
يعلم إلا الله وحْدَه كم حَقَنتْ هذه الكلمة من دماء، وكم أبْقَتْ على
نفوس! وكم وصَلَتْ من أرحام! وكم أفادتِ الإسلام والمسلمين؛ فدخَل الناس في
دين الله أفواجًا لِمَا رأوا من سماحة الإسلام، وكريم عفو الرسول، وصدق
الله العظيم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].
[/size]



[size=16]وأمَّا رحمتُه - صلى الله عليه وسلم - فهي رحمة عمَّت العالمين، وقد شَهِد له ربُّه بذلك؛ إذ قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].[/size]



[size=16]وسَمَّاه الرؤوف الرحيم، فقال -تعالى-: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].[/size]



[size=16]فكان
- صلى الله عليه وسلم - يعامل برحمة الكبير والصغير، والمؤمن والمشرك، بل
لقد رحمَ أعداءَه، فما دعا عليهم، بل كان يحتمل أذاهم، ويرجو صلاحَهم،
ويدعو لهم قائلاً: ((اللهم اغفرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)).
[/size]



[size=16]ويعقب
القاضي عِياض على هذا القول، فيقول: انظرْ إلى هذا القول من جماع الفضْل
ودرجات الإحسان، وحُسن الخُلق، وكَرَمِ النفْس، وغاية الصبر والْحِلم؛ إذ
لَم يسكتْ عن قومه وقد فعلوا به ما فعلوا، بل عفَا عنهم وزادهم، فأشْفَقَ
عليهم؛ حيث رحمَهم ودعا لهم، فقال: ((اللهم اغفرْ))، ثم بيَّن سببَ الشفقة
والرحمة، فقال: ((لقومي))، ثم اعتذَر عن جْهلهم معه، فقال: ((فإنهم لا
يعلمون)).
[/size]



[size=16]وإذا
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بالناس جميعًا، فهو بأهله
أرْحمُ وبأزواجه أرفق، فقد كان مع أزواجه المثَل الأعلى في الرِّفْق
والحنان، وحُسن المعاشرة، بل لقد جعَل الرسول الكريم حُسن معاشرة الزوجة
ميزانًا لأفضليَّة المسلم، يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خُلقًا،
وخياركم خيارُكم لنسائهم))، ويقول في حديث آخرَ: ((خيرُكم خيركم لأهله،
وأنا خيرُكم لأهلي)).
[/size]



[size=16]ولقد كان كثيرًا ما يحتمل أزواجه، ويَصبِر على ما قد يبدر منهنَّ؛ تطبيقًا لقوله -تعالى-: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
[النساء: 19]، يقول العقَّاد - رحمه الله -: لَم يجعلْ رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - من هيبة النبوَّة سَدًّا منيعًا بينه وبين نسائه، بل
أنساهنَّ - بكرم معاملته وإيناسه ورِفْقه - أنهنَّ يخاطبْنَ رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - هاشًّا باشًّا،
يُدْخِل السرور على أهله؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: كنتُ ألعب بالبنات
- أي بالصور على هيئة البنات - فيَجِيء صويحباتي، فيلعبْنَ معي، فإذا
رأيْنَ رسول الله، انقمَعْنَ - تعني دخلْنَ خلف الستر حياءً وأدبًا - فكان
الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبحث عنهنَّ ويُدْخِلهُنَّ عليّ؛ ليلْعَبْنَ
معي، وقد كان حاله في غضبه لا يقلُّ لُطفًا وصَفحًا عن حاله في السرور؛
تقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
غضبتُ يضع يدَه على منكبي، ويقول: ((اللهم اغفرْ لها ذنبَها، وأذهبْ عنها
غيظَ قلبها، وأعذْها من الفتنة)).
[/size]



[size=16]
ومما ورَد في جميل رِقَّته ولُطفه، ما جاء في البخاري من قوله - صلى الله
عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((إني لأعلم إذا كنتِ عليّ غَضْبى
أو كنتِ عني راضية))، قالت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ
عني راضية تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ علي غضبى، تقولين: لا ورَبِّ
إبراهيم))، قالتْ عائشة: أجَل يا رسول الله، والله ما أهْجُر إلاَّ اسْمَك.
[/size]



[size=16]لقد كان - صلى الله عليه وسلم - كريمَ الرِّفْق بزوجاته، يطيِّب خاطِرَ إحداهنَّ إذا أُسِيء إليها.[/size]



[size=16]ومن
ذلك ما رواه الحاكم في المستدْرَك عن صفيَّة بنت حُيَي - وقد كانتْ
يهوديْة فأسلمتْ وتزوَّجتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول صفيَّة:
دخَل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: ((يا بنت
حُيَي، ما يُبكيك؟))، قالتْ: بلغني أنَّ عائشة وحفصة تنالان مني، تقولان:
نحن خيرٌ منها، نحن بنات عمِّ النبي وزوجاته، تُرى كيف يُطيِّب الرسول
خاطرَها؟ لقد قال لها في جميل كياسة، وحُسْن سياسة ليرضيَها: ((أفلا قلتِ
لهنَّ كيف تكونان خيرًا مني، وأبي هارون، وعمِّي موسى، وزوجي محمد - صلى
الله عليه وسلم)).
[/size]



[size=16]إنه الخلُق الكريم في أروع صُوَره، وأجمل مَراميه:[/size]




خُلُقٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ وَرَحْمَةٌ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space
عَمَّتْ يشِيدُ بِذِكْرِهَا الرُّحَمَاءُ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space

وَحُلِيتَ مِنْ شَرَفِ الأَمَانَةِ حُلَّةً  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space
وَمِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ رِدَاءُ  محمد .. صاحب الخلق العظيم Space


[size=16]صلوات الله وسلامه عليك يا صاحب الخُلق العظيم.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://algerianet.yoo7.com
abdou♥♥
المراقب العام
المراقب العام
abdou♥♥


ذكر عدد المساهمات عدد المساهمات : 504
نقاط نقاط : 8065
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 03/07/1997
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 25/01/2012
العمر : 26

 محمد .. صاحب الخلق العظيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد .. صاحب الخلق العظيم    محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 27, 2012 5:09 pm

مشكووور على الموضوع
بارك الله فيك وجزااااك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زعيم المنتدى
المدير العام
المدير العام
زعيم المنتدى


ذكر عدد المساهمات عدد المساهمات : 1940
نقاط نقاط : 9324
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 01/02/1996
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 17/10/2011
العمر : 28
الموقع : سيدي عامر- المسيلة
المزاج المزاج : رايق

 محمد .. صاحب الخلق العظيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد .. صاحب الخلق العظيم    محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2012 7:26 pm

شكراااا على المرور
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://algerianet.yoo7.com
غارق في عالم الأحلام
عضــــــــــvipـــــــــــــو
عضــــــــــvipـــــــــــــو
غارق في عالم الأحلام


ذكر عدد المساهمات عدد المساهمات : 315
نقاط نقاط : 4407
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 06/11/2000
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 02/10/2013
العمر : 23
المزاج المزاج : لا-يهمني من-يتكلم-وراء-ظهري المهم-انه-يخرس-عندما يلمحني

 محمد .. صاحب الخلق العظيم Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد .. صاحب الخلق العظيم    محمد .. صاحب الخلق العظيم I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 04, 2013 4:56 pm

مشكووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد .. صاحب الخلق العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اولاد دراج  :: المنتديات الإسلامية :: السيرة النبوية-
انتقل الى: