الذهبية الأولمبية المستعصية على البرازيل

تربّعت البرازيل
على عرش الكرة العالمية لأجيال مختلفة، وحصدت منتخباتها في الفئات كافةً
بطولات وأمجاد غزيرة، لعل أبرزها تتويج المنتخب الأول بطلاً للعالم خمس
مرات، متفرداً عن قوى العالم الكروية الحديثة والقديمة، ومشكّلاً واحداً من
أعظم المنتخبات المُمارسة لكرة القدم، غير أن الذهبية الأولمبية لا زالت
مستعصية على راقصي السامبا.

البرازيل وتاريخ المسابقة
باستثناء
دورتي عام 1896 في أثينا، و1932 في لوس أنجليس، فقد رافقت مسابقة كرة
القدم التي يشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جميع الدورات
الأولمبية الحديثة المُقامة منذ قرن ونيف، فمن أصل 27 دورة أُقيمت المسابقة
الكروية في 25 منها، وشارك منتخب البرازيل في 12 دورة، ابتداءً من
دورة 1952 في هلسنكي، فيما تعدّ إيطاليا بين دول العالم أجمع، الأكثر
مشاركة بـ 15 مشاركة.

وتتصدر بريطانيا والمجر الفرق الكروية
الأكثر تتويجاً بالذهب، بفوز كل منهما بالمركز الأول في ثلاث دورات، تليهما
الأرجنتين بذهبيّتين، أما البرازيل فلم تنعم بالذهب حتى الآن مكتفيةً
بفضيتين وبرونزيتين.

وكان الـ"سيليساو" على مقربةٍ من التتويج
بأول ميدالية أولمبية من البرونز عام 1976، لكنه خسر مباراة تحديد المركزين
الثالث والرابع أمام الاتحاد السوفيتي (0-2).

ثم اقترب منتخب البرازيل أكثر، من المنصة
الأعلى والظفر بالمعدن النفيس الذهب، دورتي عام 1984 في لوس أنجليس، وعام
1988 في سيؤول، لكنه خسر من فرنسا (0-2)، والاتحاد السوفيتي (1-2) توالياً
في المباراتين النهائيتين، وبالطبع نزع اللاعبون ميدالياتهم الفضية بمجرد
تسلمها، معتبرين أنها لا تليق بصدورهم.

وكان عجز البرازيل مريراً في هاتين
الدورتين لأنهم دعموا الصفوف بنجوم كبار من أمثال القائد السابق كارلوس
دونغا، في المباراة الأولى، وروماريو، وبيبيتو، وجورجينيو، ومازينيو،
وتافاريل في الثانية، غير أن الخبرة كانت لا زالت تنقص هؤلاء اللاعبين
آنذاك.

وعام 1996 في أولمبياد أتلانتا، وبعد أن
صدر القانون الذي حدد أعمار اللاعبين بـ 23، مع الإبقاء على 3 لاعبين فوق
السن القانونية، لا ينسى عشاق الكرة لمنتخب البرازيل الذي ضم خيرة النجوم
الشبان وأصحاب الخبرة الخسارة القاسية أمام المنتخب النيجيري (3-4).

وعاد رونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس
والداير وسافيو وبيبيتو ولويزاو وديدا إلى بلادهم بالميدالية البرونزية بعد
فوزهم على البرتغال بخماسية نظيفة، ولكن ذلك لم يحمهم إطلاقاً من سهام
الانتقاد التي توجهت لهم بسبب عدم قدرتهم على الفوز بالذهب، وهو أمر عصي
على الفهم في الدولة التي تتنفس وتعيش كرة قدم.

وفي ربع نهائي سيدني 2000، عاد منتخب البرازيل ليخرج من أقدام أفريقيّة لكن هذه المرة من منتخب الكاميرون الذي خسر منه 1-2.

أما الفشل الأكبر في العصر الحديث، فكان
عدم تخطي تصفيات أثينا 2004، وفي بكين 2008 أحرزت البرازيل البرونزية، مع
رونالدينيو وراميريز وباتو ودييغو بقيادة المدرب دونغا.


آمال لندن 2012

بعد ظهور المنتخب البرازيلي الأول بأداء
باهت في بطولة أميركا الجنوبية 2011، وخروجه الشهر الماضي من العشرة
الأوائل من تصنيف الفيفا الشهري، لأول مرة منذ بدء العمل بهذا التصنيف عام
1993، وهي ضربة معنوية هائلة لكل من له شأن بالكرة البرازيلية، لم يعد أمام
منتخب المدرب مانو منيزيس سوى الميدالية الذهبية في لندن، لكسر عقدة الذهب
الأولمبي أولاً، وإعادة شيء من البريق المفقود لسحرة كرة القدم في العالم.

وسيكون الإخفاق في أولمبياد لندن إذا ما
حدث مع مارسيلو ورفاقه، بمثابة القطرة التي ستُفيض كأس الانتقاد على
المنتخب البرازيلي الذي يفتقد للثقة بالنفس وللمتعة التي كان يقدمها
للجماهير طوال سنوات خلت، كما أنه سيكون تمزيقاً كبيراً لخطط وتحضيرات
المنتخب لكأس العالم 2014 على الأراضي البرازيلية بعد عامين، إذ أن هذا
المنتخب هو العمود الفقري للمنتخب الأول.

أسماء ومنافسون

بغياب حاملة اللقب الأرجنتين تبدو فرص
نيمار وزملائه سانحة للتتويج بالذهب، خصوصاً أن مجموعتهم الثالثة تبدو في
المتناول، وذلك لإكمال الطريق نحو المباراة النهائية.

وتفتتح البرازيل مبارياتها بمواجهة مصر في
كارديف 26 تموز/ يوليو، قبل أن تواجه روسيا البيضاء في مانشستر في 29
تموز، ونيوزيلندا في نيوكاسل في الأول من آب/ أغسطس.

وتضم قائمة البرازيل في لندن 7 عناصر فقط
يلعبون في الدوري المحلي، أشهرهم نيمار وزميله غانزو (سانتوس)، وأوسكار
ودامياو (انترناسيونال)، و11 لاعباً ينشطون في الدوريات الأوروبية، على
رأسهم رافايل لاعب مانشستر يونايتد، وساندرو لاعب وسط توتنهام الإنكليزي،
وباتو مهاجم ميلان، فضلاً عن الثلاثة الذين تخطوا السن القانونية، وهم
مارسيلو وتياغو سيلفا وهالك.

وبمعزل عن أي مفاجآت سيكون منتخب إسبانيا الذي يعيش وهج لقب بطل أوروبا للرجال، أشدّ المنافسين للسامبا على معانقة اللقب.

ومن المتوقع، أن يلعب منيزيس بخطة 4/3/3 التي طبقت بنجاح في المباراة الودية أمام منتخب بريطانيا وانتهت بفوز البرازيل (2-0).

تشكيلة البرازيل المكونة من 18 لاعباً:

حراسة المرمى: رافايل كابرال (سانتوس البرازيلي)، نيتا ( فيورنتينا الإيطالي).
خط الدفاع:
دانيلو وأليكساندرو (بورتو البرتغالي)، مارسيلو (ريال مدريد الإسباني)،
رافايل داسيلفا (مانشستر يونايتد الإنكليزي)، تياغو سيلفا (المنتقل حديثاً
إلى باريس سان جيرمان)، برونو ايفيني (ساو باولو)، خوان خيسوس ( إنتر ميلان
الإيطالي).
خط الوسط: ساندرو (توتنهام الإنكليزي)، روميلو (سبارتك موسكو)، لوكاس مورا ( سان باولو)، غانسو (سانتوس)، اوسكار (إنترناسيونال البرازيلي).
خط الهجوم: نيمار (سانتوس البرازيلي)، لياندرو دامياو (إنترناسيونال البرازيلي)، ألكسندر باتو (ميلان الإيطالي)، هالك ( بورتو).

أرقام:

خاضت
البرازيل في تاريخ مشاركاتها الأولمبية 48 مباراة حققت 28 فوزاً و5
تعادلات، وخسرت في 15 مباراة، سجلت 95 هدفاً ودخل في مرماها 57 هدفاً.