جمعيات تستبدل الفقراء بالميسورين في قفة رمضان بالجنوب

 
جمعيات تستبدل الفقراء بالميسورين في قفة رمضان بالجنوب







تنتظر أسر وعائلات أنهكها الفقر والعوز بمناطق جنوب البلاد، شهر رمضان من كل سنة بشغف وكلها أمل في أن تجد أيادي محسنة وباب من الفرج ينتشلها من حالة الفقر والعوز والحاجة لبعض المأكولات المحرمة على هؤلاء طيلة أشهر السنة على غرار "الطاجين الحلو والمثوم والبوراك ولحم الضأن"، حيث توفر مطاعم الرحمة والهلال الأحمر وتبرعات المحسنين مثل هذه الأطباق لغالبية الفئات الهشة في مناطق الجنوب .
 تقدم موائد رمضان التضامنية للمعوزين والفقراء في المدن الجنوبية، وجبات غذائية متكاملة على مدار أيام شهر رمضان، ولا تخفي أسر فقيرة تعيش بالقرب من التجمعات السكانية بمدن عين صالح تيميمون برج عمر إدريس الدبداب، حاجتها الماسة لمثل هذه المبادرات الرمضانية، حيث تلجأ أسر بكامل أفرادها قبيل ساعات الإفطار إلى مطاعم الرحمة وموائد المحسنين للحصول على وجبة إفطار متكاملة في ظروف تظهر مدى العوز وحاجة الناس للقمة وفرتها لهم تبرعات المحسنين وبرامج الدولة الخيرية خلال شهر الرحمة.
  ولا تختلف كثيرا معاناة هؤلاء وحاجتهم الملحة لوجبات مطاعم الرحمة عما تعيشه أسر فقيرة بالقطب الحضري نومرات وعائلات من منصورة حاسي الفحل المنيعة وحاسي القارة بولاية غرداية، أين تزداد ظروف العيش القاسية حدة لفئات محرومة لم يمكنها وضعها الاجتماعي من امتلاك موارد مالية تكفيها لسد رمق أبنائها وذويها من العجائز والمسنين.
 
أسر تنتظر رمضان لتنعم بما لذ وطاب
 
ويروي عدد من هذه الأسر مبادرات ذوي البر والإحسان الذين سارعوا لمد يد العون لهم ومساعدتهم عندما قامت "الشروق"، بنشر قصص بعضهم في زاوية "عين على عائلة" خلال شهر رمضان الماضي، ما أعاد لهم الإحساس بالحياة والشعور بوجود من يهتم بهم ويقدم لهم يد المساعدة، مشيرين إلى أنه ومنذ ذلك الوقت ينتظرون قدوم الشهر الفضيل لعلهم يجدون ملاذ لتحقيق حلمهم في تذوق أطباق مما تجود به موائد المحسنين، وتذكر "أم محمد" كيف تمكنت خلال شهر رمضان الماضي من شراء الملابس لأطفالها الصغار، حيث ارتسمت الفرحة على وجوه أبنائها الصغار بعد أن قرأت إحدى المحسنات قصتها على صفحات الشروق، وتبرعت لها بمبلغ مالي، لافتة إلى أنها وأطفالها الخمسة يعيشون في منزل والدتها، ولا يملكون أي دخل لأن شروط المعونة لا تنطبق عليهم، وتؤكد أن شعورها كأم لا يوصف عندما رأت أطفالها الصغار، يلعبون ويمرحون يوم العيد مع أقرانهم بملابسهم الجديدة، الأمر الذي لم يعهدوه من قبل، مضيفة أنها تلهج دوما بالدعاء لكل من أدخل السعادة في قلوب أطفالها خلال الشهر الفضيل والعيد المبارك.
 
مرض وفقر وعائلات سقطت من سجل الجمعيات
تعيش أمينة مع زوجها الستيني في بيت طوبي من تراب الأرض، وما تزال منذ أن نشر قصتها العام الماضي، تنتظر أية مساعدات، لافتة أنها وزوجها المصاب بمرض ارتفاع الضغط الدموي، يفتقران إلى أدنى مقومات الحياة حتى الأكل والشرب لا يجدونه في بعض الأيام، وتبين أن معظم الأسر الفقيرة تنتظر شهر رمضان المبارك لما فيه من الخير والبركات، إلا أن بعض الأسر غير المقيدة في سجلات معونة الجمعيات الخيرية والبرامج الحكومية تبقى معاناتها مستمرة لأنها لا تجد من يساعدها ربما لعدم علم هذه الهيئات بوضعها المزري، مشيرة إلى أن عرض بعض الحالات عبر وسائل الإعلام تبقى نافذة الأمل الوحيدة أمام مثل هذه الأسر التي تبحث عن أي شيء يسد رمقها ويعينها على قضاء أيام الشهر الفضيل كبقية البشر.
 
 
محسن يخرج عائلة من البؤس
 
وتبين أم رقية التي تعيش مع أطفالها في خيمة بلاستيكية في ظل درجات حرارة مرتفعة بمنطقة وادي نشو، أنها كانت طوال شهر رمضان تفطر مع أولادها على الخبز والشاي، إلا أن أحد المحسنين قام بعد نشر قضية العائلات المنكوبة المهمشة بعشرة طرود غذائية وعشرة ألاف دج، أغنتنا تقول السيدة أم رقية خلال الشهر الفضيل عن الطلب من الناس، وتقول "إنها كانت المرة الأولى التي تنعم فيها بالطعام واللباس خلال رمضان، لأن العائلة لم تكن تأكل اللحم خلال العام إلا مرة أو اثنتين عندما يجود عليهم أهل الخير.